مقالاتالأخبارتقاريرالاستيطانحقوق الإنسان

 استنكار واسع لبيان العار الداعي لطمس الهوية الأحوازية

 استنكار واسع لبيان العار الداعي لطمس الهوية الأحوازية

تتابع المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان ومعها كافة الأصوات الحرة من أبناء وبنات في داخل الأحواز وخارجها، بقلق وغضب بالغين، ما ورد في البيان الصادر عن مجموعة من الشخصيات التي تطلق على نفسها صفة “المثقفين”، والذي لم يكن سوى محاولة مكشوفة ومؤسفة للتواطؤ مع النظام الإيراني في محو الهوية العربية للشعب الأحوازي.

ما جاء في هذا البيان المضلل من تزوير للتاريخ وتبرير لسياسات التهميش، ومحاولة لتقديم النظام كحالة “تنوع ثقافي”، هو سابقة خطيرة في الانحياز لسياسات القمع والتمييز العرقي والثقافي، ولا يمكن تفسيره إلا كإعلان ولاء للسلطة الإيرانية العنصرية ضد كل ما هو عربي.

أي فن هذا الذي يدعو لطمس ثقافة أخرى؟!، أي صحفي ذاك الذي يوقع على بيان يُصادر حق شعب بأكمله في الفرح والاحتفال والهوية؟!.

باسم الثقافة يُبرر الإجرام، لقد تابعنا في المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، بذهول ممزوج بالغضب ذلك البيان المشبوه، الصادر عن أكثر من 200 شخصية نسبت أنفسها زورًا وبهتانًا بالمثقفين وأهل الفن وأساتذة الجامعات، في مشهد يعيد للأذهان صورة “الطابور الخامس” الذي يبيع القيم والضمير مقابل حفنة نفوذ أو وظيفة أو خطاب رنان يخدم مشروعًا استعماريًا خالصًا.

في بيانهم، لم نرَ سوى: نكران للحقوق المشروعة والثقافية لشعب الأحواز، ودعوة صريحة لإلغاء المهرجانات والأعياد وطمس الرموز الوطنية والدينية الأحوازية، وعلى رأسها عيد الفطر، والمهرجانات والكرنفالات الثقافية والفلكلورية؛ حيث اعتبروا هذه المناسبات أدوات انفصالية! تخيّل أن يُعتبر العيد الذي يصلي فيه الناس ويفرح فيه الأطفال ويجتمع فيه المجتمع كله “تهديدًا للوحدة الوطنية”! أي وحدة يقصدون؟! وحدة السجون والتهميش؟!.

إن تجريم الاحتفال بالرموز الثقافية والدينية الأحوازية لا يمكن تفسيره إلا كسياسة رسمية للطمس والذوبان، وتكريس للهوية الفارسية كهوية “وحيدة” يجب أن يذوب فيها الجميع. وهذه ممارسة عنصرية بامتياز تتناقض مع أبسط مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان.

أما عن البيئة… فحدث ولا حرج!، هل يعلم الموقعون على البيان أن النظام الذي يدافعون عنه حوّل الأحواز إلى مقبرة بيئية؟، أم أنهم يعرفون ويتغافلون؟!، مشاريع مثل نقل مياه نهر كارون بالقوة إلى المناطق الفارسية، وتجفيف الأهوار وتحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق قاحلة، وكذلك مشروع قصب السكر الذي دمر التوازن البيئي وشرّد آلاف الأسر، وإهمال متعمد للتصحر وتفشي العواصف الترابية بشكل غير مسبوق.

كلها ليست “مشاكل ثانوية” كما صورها بيان العار؛ بل هي جرائم منظمة ضد الإنسان والطبيعة، تنفذ وفق رؤية استيطانية تهدف لدفع العرب الأحوازيين إلى الهجرة القسرية، تمهيدًا لتغيير ديموغرافي مدروس يُفقد الأحواز طابعها السكاني والتاريخي.

أما قضية الدفاع عن الحقوق .. فأكثر ما أثار اشمئزازنا في البيان هو وصف كل من يطالب بحقه، أو يرفع صوته مناديًا بحياة كريمة، بـ”الأصوات المشبوهة”!، من أنتم لتحددوا من هو وطني ومن هو خائن؟!، أم أن الوطنية في قاموسكم تعني السكوت عن الظلم، والانبطاح لمشروع القمع والتمييز؟!

نقولها بصوت عالٍ وواضح: كل من يدافع عن الأرض واللغة والهوية والكرامة… هو بطل. وكل من يسعى لتبرير الظلم والاستيطان الثقافي والسياسي… هو شريك في الجريمة.

إننا نستنكر بشدة كل دعوة لطمس المناسبات والأعياد الأحوازية، والتي تمثل ذاكرة وهوية الشعب الأحوازي، وكذا تبرير محاولات إذابة الثقافة الأحوازية في بوتقة قومية مصطنعة، والصمت المريب تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في الأحواز من اعتقالات، إعدامات، قمع حرية التعبير، وتجفيف الهوية.

من أنتم لتتحدثوا باسم الأحواز؟!، أنتم تتحدثون باسم السلطة وليس باسم الشعوب!، تدّعون الدفاع عن الهوية الإيرانية بينما تدوسون على هوية شعب كامل يُعاني منذ قرن من الاحتلال والتهميش والإقصاء!، نقولها بصوت عالٍ: الأحواز عربية، وستبقى عربية، رغم حملات المسخ والتزييف!

إننا نطالب المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى الوقوف مع نضال الشعب الأحوازي في وجه سياسات التمييز العنصري، داعين المثقفين الأحرار في الداخل والخارج لفضح كل من يتستر بثوب “الوحدة الوطنية” ليبرر السياسات .

الهوية الأحوازية ليست قابلة للتفاوض، ولا للمساومة!، نحن هنا، صامدون، نكتب تاريخنا، ونرسم مستقبلنا… ولن يُمحى صوت الشعب الأحوازي لا ببياناتكم، ولا بحبر خيانتكم!

المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى