في مشهدٍ مؤلمٍ يختصر حجم المعاناة التي يعيشها أبناء الأحواز، أفادت مصادر إعلامية وحقوقية بأن العامل الأحوازي رعد سيلاوي من أبناء مدينة الغيزانية أقدم على إنهاء حياته شنقًا يوم 21 أكتوبر 2025، بعد أن فُصل من عمله في إحدى الشركات النفطية، تاركًا خلفه صرخة صامتة تختزل وجع الحرمان والتمييز.
منطقة غيزانية، الواقعة شرق الأحواز، تُعد من أفقر المناطق في الأحواز رغم احتوائها على عشرات الحقول النفطية. تضم أكثر من ثمانين قرية، وتعيش منذ سنوات طويلة تحت وطأة البطالة الواسعة، ونقص المياه، والفقر، والتمييز وغالبًا ما يُستبعد العمال الاحوازيين من مشاريع النفطية، ليُستبدلوا بعمال مستوطنين، في سياسة تُعمّق من معاناة الشباب الأحوازيين الذين يواجهون انسداد الأفق وتدهور الأوضاع النفسية
تشير المعلومات إلى أن فصله من العمل جاء دون مبرر قانوني واضح، في وقتٍ تتواصل فيه سياسة الإقصاء الممنهج التي تستبدل العمال العرب في الأحواز بـ مستوطنين، ضمن خطة تستهدف تغيير البنية السكانية وإضعاف وجود العمال الأحوازيين.
لقد عاش رعد، كغيره من آلاف العمال الأحوازيين، تحت وطأة التمييز العنصري والبطالة والتهميش، حتى ضاقت به سبل العيش الكريم. لم يكن انتحاره اختيارًا حرًّا بقدر ما كان صرخةً يائسة في وجه الظلم، ونتيجة مباشرة لما يمكن وصفه بـ الانتحار القسري الذي تفرضه الظروف القاسية والحرمان الممنهج من أبسط حقوق الإنسان.
وتؤكد المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان أن ما حدث للعامل رعد سيلاوي ليس حادثًا فرديًا، بل هو انعكاس لسياسات اقتصادية عنصرية تحرم المواطنين الأحوازيين من فرص العمل داخل أرضهم الغنية بالثروات.




