في تصعيد لافت، اتهم مدير دائرة البيئة في الأحواز، المستوطن محمد جواد أشرفي، العراق بالوقوف خلف حرائق هور العظيم، الذي يقع على الحدود بين الأحواز والعراق، متجاهلًا في تصريحاته الدور الكارثي للنظام الإيراني في تجفيف الهور وتدمير بيئته لصالح مشاريع استثمارية غير مدروسة.
الحقيقة، كما تؤكدها تقارير ميدانية وتحقيقات بيئية مستقلة، تكشف أن النظام الإيراني نفسه هو المتهم الرئيسي في تدهور الوضع البيئي في الأحواز، وعلى رأسها كارثة هور العظيم، حيث عمد إلى تجفيف مساحات واسعة من الأراضي الرطبة بهدف تسهيل عمليات حفر آبار النفط، ضاربًا بعرض الحائط أي اعتبار للبيئة أو لحياة الإنسان الأحوازي.
تُظهر البيانات التي جمعها نشطاء البيئة أن نسبة ملوحة التربة في أراضي الأحواز تجاوزت 60% عام 2023، مقارنة بـ23% فقط في عام 2020، كما ارتفعت نسبة ملوحة المياه بأكثر من أربعة ديسيسيمين في المتر، وهو ما يعادل قرابة 37%. هذا التدهور الحاد أثر على كافة الملفات البيئية: المياه، التربة، الهواء، والتصحر.
وقد أدت هذه الكارثة البيئية إلى إغلاق المدارس في مرحلة التعليم الابتدائي في مدن مثل عبدان وكوت عبدالله بسبب التلوث الجوي الحاد. أما الصحة العامة، فقد أصبحت مهددة بسبب المخلفات الصناعية والنفطية التي تُصرف في البيئة الأحوازية من منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني، وشركات تكرير السكر، ومحطات الكهرباء الحرارية في مدينة ملاثاني القريبة من رامز.
كما تتسرب نفايات سامة وسوائل ملوثة من مزارع قصب السكر إلى نهر كارون، مما يفاقم أزمة المياه والصرف الصحي، ويسهم في زيادة ملوحة التربة، ويجعل الزراعة في المنطقة شبه مستحيلة.
إضافة إلى ذلك، فإن مشاريع نقل المياه من الأحواز إلى المحافظات الإيرانية الأخرى أدت إلى تدهور الأراضي الخصبة، وساهمت في تهجير السكان الأصليين قسرًا. كما أن ظاهرة حرق مزارع قصب السكر بعد الحصاد أدت إلى تسميم الأجواء، حيث يستنشق الأحوازيون هواءً ملوثًا غنيًا بجزيئات سامة تمثل خطرًا مباشرًا على صحتهم، وتسبب أمراضًا مزمنة مثل الفشل الكلوي ومشاكل في الجهاز التنفسي.نداء.
و تحمّل المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن الحرائق والتدمير البيئي المتواصل في هور العظيم، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وفعّال لحماية البيئة في الأحواز، ووقف الانتهاكات المنهجية التي يتعرض لها الشعب الأحوازي على كافة الأصعدة




